لقد كانت أخطر ضربة للنهضة والترويكا هي الدّعوة إلى حلّ التأسيسيّ (سيّد نفسو كما يصفه النهضويّون). وكانت أقوى ضربة شلّت النّهضة هي انسحاب أغلب نوّاب المعارضة من المجلس لأنّ ذلك عطّل أعماله ودفع بن جعفر مجبرا إلى تعليقها. استشعرت النهضة هذا الخطر على سلطتها، ولذلك اختارت المناورة تكتيكا في التعامل مع الوسطاء والخصوم على السواء (بالمناسبة هي تراهم واحدا ولا ترى الاتّحاد محايدا) بإعلانها قبول الحوار الوطنيّ والتنازل عن الحكومة مقابل عودة النوّاب المنسحبين. وفي الوقت الذي عاد فيه النوّاب إلى المجلس، وكان الجميع غارقا في الحوار الوطنيّ يتسقّط أخباره، وفي الوقت الذي تلهّى فيه الجميع باسم رئيس الحكومة القادم، كانت النهضة تضمر إفشال الحوار وتسابق الزمن في بتعديل النظام الداخليّ للمجلس بما يسمح بالتخلّي عن كلّ منسحب وبإقامة الجلسات العامّة بمن يحضر. وكانت موافقة النهضة على الحوار وظهور راشد الغنوشي على الوطنيّة الأولى مبشّرا بالتوافق مهلّلا للحوار ليست سوى الطعم للانقلاب الديمقراطيّ على المجلس. ببساطة لم يعد هناك أغلبيّة وأقليّة في التأسيسيّ وإنّما أغلبيّة فقط (فلينسحبوا الآن إن شاءوا ههه) إذن؛ نجح الانقلاب الديمقراطيّ الذي قادته النهضة. وفشل الحوار الذي راهن عليه الرباعيّ وجبهة الإنقاذ. وربحت النهضة وخسرنا (أعتقد أنّهم يحتفلون الآن). وكلّ طُعم نحن خاسرون.. خاسرون. انتهت الجولة وتوزّع جماعتنا على الشاشات والإذاعات ليزفّوا لنا أنّهم قاموا بالواجب وأنّ النهضة لم تفرح بهم (ههه) فقط كان عليهم أن يقولوا: هزمتنا النهضة مرّة أخرى. هل لهم الشجاعة ليقولوها؟
Home |
آراء و تحاليل
|
بقلم مصطفى القلعي : الحقيقة: هزمتنا النهضة مرّة أخرى
komentar masuk : 0
Enregistrer un commentaire